الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
يوسف الجادر صرخة بصيرة في زمن أعمى/فرمز حسين

 بدون شك معظم السوريين يشاطرون العقيد الشهيد يوسف الجادر أبو الفرات مشاعره وإحساسه بالحزن العميق على الضحايا من كلا الجانبين وعلى الدمار الذي هو دمار للبلد و أن السبب الرئيس لإراقة كل هذه الدماء السورية هو تعنت الرئيس بشار الأسد وتشبثه بكرسي الحكم. الجيش السوري الحر بالتأكيد يضم في صفوفه أبطالا كثيرين من أمثال الجادر الذين يحملون في داخلهم احساسا أصيلا و حزنا أليما على ما يحدث في بلدهم ولأهلهم . السوريون بحاجة اليوم قبل أي وقت آخر الى سماع دوي أصوات هؤلاء الأبطال تقول كلمة الحق الصادقة مثل تلك التي صدرت عن أبو الفرات الذي عبر عن الألم السوري و ترفّع فوق حضيض المذهبية ومستنقع الانتقام والتشدق بالبطولات الزائفة . سورية بحاجة الى سماع مثل تلك الأصوات الحرة من حناجر أبناءها البررة يصرخون ألمهم لإيصال صدى عواطفهم لجميع من تعتريهم الخشية من تسلط روح الانتقام ,الفرقة والطائفية البغيضة على روح الثورة وبأنها سرقت وأخذت مناحي مختلفة تماما عن الغاية من نشوبها ولكي تكون كلماتهم جوابا قاطعا لكل من يحاول وسم الثورة السورية بالطائفية البحتة. التضحيات الجسام التي قدمها السوريون يجب أن تكون ثمن نيل الحرية لكل أطياف المجتمع والتخلص من الاستبداد وإقصاء الآخر المختلف. الآن وبعد مضي قرابة 21 شهرا من المواجهات الدامية يزداد الشعب السوري العظيم تصميما على الاستمرار في سعيه لاسترجاع كرامته المسلوبة فيما يزداد نظام الطاغية عنفا ودموية مشحونا برغبة مسعورة في الانتقام على كل من خرج عن طاعته. المجتمع الدولي يظهر قلقه من بربرية النظام , استعماله للقنابل العنقودية ضد المدنيين, خطر اللجوء الى استعمال الأسلحة الكيماوية, لكن مع الأسف القلق وحده لا ينقذ شعبنا . في الأمس أيضا دعت منظمة الأمم المتحدة الحصول على مساعدات مادية ضخمة تقدر بمليار ونصف المليار دولار لمساعدة السوريين في الداخل وفي مخيمات اللجوء في دول الجوار, على الرغم من أنها خطوة لا بأس بها من المنظمة الدولية والتي نتمنى أن تصل الى أيادي شعبنا المنكوب في داخل وخارج الوطن الا أنها ليست أكثر من مبادرة انسانية تقوم بها ليس الا,فيما الدواء سياسي أي التخلص من نظام البعث الشمولي وعلى رأسهم الأسد والثلة المقربة منه, ذلك ما يوقف القتل و ينقذ أرواح السوريين . ادعاءات المجتمع الدولي التي كثيرا ما تنسجم مع مزاعم النظام نفسه أي الخشية من نشوب حرب أهلية طويلة المدى في سورية وأخرى بالوكالة في الدول المجاورة لا تصح الا مع بقاء الأسد في سدة الحكم , الرئيس الروسي بوتين قال أيضا في الأمس بأنهم لا يدافعون عن الأسد من أجل بقاءه في الحكم بل بدافع خشيتهم من نشوب حرب أهلية في سورية وخوفه على أرواح السوريين. هذه التصريحات تعد استخفافا بعقولنا , لن يكون بوتين حريصا على أرواح السوريين أكثر من السوريين أنفسهم ,أكبر دليل على زيف مزاعمه هو وجود أبطالا وطنيين أمثال الجادر الذين يتألمون على أرواح أخوتهم التي تزهق بغض النظر عن انتمائهم المذهبي وعلى مقدرات وطنهم التي تهدر بأيادي أبناءها.

 مترجم وكاتب سوري مقيم في ستوكهولم

[email protected] 

2012-12-21