الأربعاء 22/10/1445 هـ الموافق 01/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اسدلي الستار يا بهية/بقلم: محمد عزت الشريف

 تَحدثَتْ عن المسكوت عنه بكل وضوحٍ و رَوِيّة، فأسكتها أمين عام جامعة الدول العربية. في المؤتمر الصحفي الختامي للقمة العربية المنعقدة في جدة. حاولت رُبى الحجلي أداء دورها كإعلامية، فهل نجح أحمد أبو الغيط في أداء دوره كأمين عام للجامعة العربية؟!

إنْ كان دور الصحفي أو الإعلامي ياسادةُ أن يَسأل، فماذا عساه يكون دور المسئول أو الدبلوماسي؟.. أن يُخْرِس السؤال؟! حسناً، أليس من حقي أنا على -سبيل التمثيل- كرجلٍ معنٌيٍّ بالثقافة و الفكر و مبتلى بهموم هذا الوطن؛ أن أعرف لِمَ قامت الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا قبل سنوات، و لِمَ عادت اليوم و أعادت لها تلك العضوية؟! إن كان لي الحق حقاً في التساؤل و لم يتسنَ لي حضور المؤتمر الصحفي كمواطن بسيط مهموم بأحوال البلاد و العباد – أليس من حقي أنْ ينوب عني إعلاميٌّ و يتساءل عمَّا يدور بخَلَدي، و خلد الملايين من مثلي؟ حسناً، ما الذي قامت به السيدة الحجلي غير ذلك ليقوم سيادة الأمين العام بقطع الطريق عليها بالتصريح برفض سؤالها و الإيعاز للقائمين على المؤتمر الصحفي بغلق الميكروفون و من ثم استرداده منها؟! لقد كان سؤال السيدة ربى استفساري عمّا يمكن أن تفعله الجامعة لإعادة ثقة المواطن العربي فيها و في مدى أهمية ما تتخذه من قرارات، و خاصة بعدما تذبذبت الجامعة في آرائها و مواقفها كثيراً بشأن سوريا و وبخصوص تجميد و تفعيل عضويتها في جامعتها التي كانت هي نفسها واحدة من أهم مؤسسيها. كنت أظن أن يبدأ سيادة الأمين العام رَدّه على السيدة رُبى بشكرها على استدراكها عليه و تذكيره بالمنسي و المسكوت عنه بشأن مبررات عودة تفعيل عضوية سوريا بالجامعة العربية، لكن هيهات! لقد قابل سيادته تساؤلاتها بالرفض واصفاً ما قالته بأنه رؤية أخرى وذلك لأنه على مدى الشهر الفائت كان قد قرأ على - حدّ زعمه – مئات المقالات و مئات الرؤى و الأراء عن الجامعة و كانت جميعها آراء و رؤى إيجابية نحو الجامعة العربية و أهمية دورها و حكمة قراراتها، و ذلك على خلاف رؤية السيدة ربى الحجلي! و سؤالي لسيادة أحمد أبو الغيط أمين الجامعة: هل تريدنا حقاً نصدق أن رأي السيدة الحجلي هو بالفعل نسيج وحده و يعبر عن رؤية أخرى وحيدة متفردة لا مثيل لها؟! و حتى إنْ كان للأستاذة الإعلامية رؤية أخرى فهل الرؤية الأخرى في عرف الجامعة العربية مرفوضة؟! ثم ما هذا الافتعال الذي أعقب كلمة الإعلامية السورية ربى حتى يطلع على المنصة وزير الخارجية السعودي من بعدها ممجداً في دور الجامعة و دور أمينها العام كما يفعل نبطشي على مسرح في فرح شعبي؟! ثم يأتي من بعده الأمين العام ليعطي الكلمة لمن يرفع يده أولاً كما في صف دراسي لمدرسة ابتدائية ليقع الاختيار بقدرة قادر على التلميذ الشاطر و الصحفي المُوالي ومقدم البرامج الصادح" أحمد موسي" ليقدم وصلةً في الردح، و يبدو أن أحد الصحفيين علق بسؤال استنكاري عن سبب إعطاء الكلمة في ذلك الوقت بالذات لهذا الصحفي بالذات لنفاجأ بصوت أحد المسئولين يأتي مهموساً عبر الميكروفون يجيب بأن أحمد موسي (عنده واسطة)! و هو أسلوب مواري و جدلي نعرفه جيداً، إنه المزح الذي أُريدَ به جِدّ، و هو الجدّ الذي أريد له أن نأخذه على محمل المزح. و ما بين المزح و الجد، و الحق و الهزل جاء مشهد النهاية المسرحية، و قد حمل إلينا ابتلاع الإعلامية القديرة ربى الحجلي لسانها، فيما حملتُ أنا دهشتي و حيرتي، و عديد الأسئلة الموءودة في رأسي، و خرجنا جميعاً من قاعة العرض لا نلوي على شيء. هكذا هو الحال الآن.. و لسوف تمضي الأيام سراعاً، و يوماً ما سننسى كل ما حصل، و لن نتذكر من العرض أي شيء سوى تصريح السيد أحمد أبو الغيط العنتري "الجامد أوي" بأنه قرأ في شهر واحد مئات المقالات و الرؤى و الآراء و قد وجدها جميعاً على حدّ زعمه تعكس اهتمام المواطن العربي بجامعته العربية، و رؤيته لها التي كانت و ستبقى دوماً رؤى إيجابية. هيا إذن أطفئوا الأنوار.. و اسدلي الستار يا بهية!. ***

2023-05-23