الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المنتظَر من القمة العربية: الساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات ....نضال العضايلة

بالرغم من ان الوضع في غزة له تبعات مؤلمة على الرأي العام العربي، وآثار إنسانية وأمنية على المنطقة، إلا أن ما وصلت إليه الأمور هناك لم يعد يحتمل السكوت عنه، في ظل ما تمارسه دولة الكيان الصهيوني من إبادة جماعية، وتطهيرا عرقيا، دون مراعاة لحرمة المدنيين ولا النساء ولا الأطفال ولا المساجد، ولا الكنائس ولا المدارس. في ظل ذلك كله تعوّل الشعوب العربية على القمة العربية الطارئة التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض يوم 11 نوفمبر المقبل، في التوصل إلى رأي عربي موحد إزاء الصراع الراهن بين إسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس، والدفع نحو إدخال المزيد من المساعدات ووقف التصعيد في قطاع غزة، الذي يعاني من قصف جوي متواصل من الجيش الإسرائيلي منذ 29 يوما، أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص وآلاف المصابين. وعلى اعتبار ان الوضع هذه المرة مختلف عن سابقاتها في الصراع الحمساوي الاسرائيلي، فإن المطلوب من هذه القمة تبني موقفا عربياً، يؤكد رغبة الشارع العربي في الوقوف بحزم تجاه الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى التأكيد على رفض الدعوات الامريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين سواء داخليا "من شمال قطاع غزة إلى جنوبه"، أو إلى دول مجاورة، كمصر والأردن. في هذا الوقت يجب على الزعماء العرب تجنيد المزيد من قدراتنا لردع اسرائيل واتخاذ قرارات مؤثرة، تعيد للأمة حضورها في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وتحقق العدالة التي طال انتظارها. والسؤال الذي يطرحه كل مواطن عربي، هل ستكون القمة العربية الطارئة هذه المرة مختلفة؟، وهل ستسعى لتأكيد أن الموقف العربي مختلفاً، عن شعارات التنديد والشجب والاستنكار. كل مواطن عربي ومن وحي التجارب السابقة، يرى ان هذه القمة ولدت ميتة، وان لا فرص لها لتحقيق انفراجة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن القمة تتجاوز كونها رغبة في إعلان وإثبات الوجود فحسب، ومحاولة الظهور في المشهد كقوة فاعلة لدعم الشعب الفلسطيني، وتجنب الوصف بالعجز عن فعل أي شيء. اليوم، بات على القادة العرب إيجاد صيغة مناسبة لتوازنات عديدة، لتخرج القمة بنتيجة أفضل مما خرجت به القمم السابقة، وترضي غرور المواطن العربي الذي يكتوي على جمر الغضب، والذي يشاهد بألم وحسرة ما يتعرض له شقيقه الفلسطيني من قتل وتدمير وابادة. ورغم ان هدف قمة الرياض الطارئة محدد ويتعلق بوقف قتل المدنيين وفتح الباب لدخول المساعدات الإنسانية، فأنها لا تملك المجال لمناقشة قضايا مصيرية، كمواجهة الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني واتخاذ قرارات تؤثر على هرمونات العلاقات معهما، خصوصاً وأن أغلب الدول العربية قراراتها مرهونة للمكون الأمريكي الذي ابدى قدرة كافية على اسرائيل بكل ما اوتي من قدرة. فإذا كان الهدف من عقد القمة الطارئة إرسال رسالة للمجتمع الدولى بأن إسرائيل لا يجب أن تبقى فوق القانون الدولي، وأن تكون هناك معايير عالمية موحدة بعيدا عن سياسة المعايير المزدوجة، فلا داعي لأن تُعقد، لأن الشعوب العربية هذه المرة لن أقبل بذلك، وقد يؤسس الزعماء العرب لربيع عربي جديد، لن يقتصر على عدد محدود، وانما قد يطال الجميع. هناك أمور كثيرة على المحك خاصة مع بدء العملية البرية البربرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وعلى القادة العرب أن يضعوا نصب أعينهم القرارات الأفضل لمساعدة الفلسطينيين على مواجهة هذه الأوضاع. وأخيراً، على القادة العرب تحمل مسؤولياتهم التاريخية وأعباء المستجدات الخطيرة، التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، خصوصاً وأن الفلسطينيون والعرب يتوقعون أن تتم ترجمة التضحيات العظيمة الذي تعرض لها الشعب خلال الأسابيع الماضية، وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى وتدمير مئات الوحدات السكنية، إلى قرارات وحل سياسي قوي، يترجم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. في الختام، ايها القادة العرب، وانتم مجتمعون في الرياض، عليكم ان تفكروا في المجازر البشعة التي يرتكبها نتنياهو ضد الطفل والشجر والحجر، عليكم ان تفكروا في الدمار الذي احدثه هذا المتغطرس في اهل غزة. وأيضاً عليكم ان تتذكروا ان لا اسرائيل ولا أمريكا انتبهت أو استمعت لمطالباتكم ونداءاتكم بوقف الحرب، ضاربين بهذه المطالبات عرض الحائط، غير آبيئين لما يصدر عنكم.

2023-11-03