الإثنين 3/4/1446 هـ الموافق 07/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ذكرى استشهاد العقيد محمد موسى محمد الموسى....سامي إبراهيم فودة

 

 قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا"

 

صدق الله العظيم

أخي الشهيد/ محمد الموسي..

يا تاج العز والفخار,وشموخ الصغار والكبار,طوبا لأجسادكم الطاهرة المنخلة برصاص الغدر والخيانة, ولدمائكم العطرة التي تفوح منها شذا المسك والياسمين,ولأرواحكم البريئة التي نالت منها يد المأجورين, طوبا لابتسامتكم الدافئة وقلوبكم الطيبة الساكنة في أفئدتنا أيها الشهداء الخالدين إلى يوم الدين...

فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لرجل من رجالات الوطن وفارس من فرسان صقور الفتح الجناح العسكري المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والذي ارتقى شهيداً على يد الغدر والخيانة انه الشهيد البطل// محمد موسى محمد الموسى...

ولد الشهيد / محمد موسى محمد الموسى والمكنى بـ"أبو موسى"في مخيم جباليا مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 1966م وقد ولد ابناً وحيداً لأمه وأبيه،حيث كان أخاً لشقيقتين من البنات فقط، ‏وقد ارتقى إلى العلا شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة على أيدي الغدر والخيانة في شمال قطاع غزة بتاريخ 6/8/2006م عن عمر يناهز واحد وأربعين عاما .

نشأ وترعرع شهيدنا البطل/ محمد الموسى في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية بدوية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور ‏عائلته إلى قبيلة"أبو ربيع السواركة"في مدينة بئر السبع والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح..

تلقى تعليمه الدراسي في مدرسة الابتدائية والإعدادية في ‏مدارس وكالة الغوث ومن ثم حصل على شهادة الثانوية العامة وفي عام 1985م أرسله والده إلى مدينة رام الله للتعليم ملتحقاً بكلية المجتمع العصرية وذلك عام 1985م- 1987م ‏حيث أصبح عضو مؤتمر وعضو هيئة إدارية عامة في حركة الشبيبة الطلابية, ‏

محطات مضيئة في حياة الشهيد/ محمد موسى محمد الموسى

التحق شهيدنا البطل محمد بتنظيم حركة فتح عام 1982م،وانتمى إلى حركة الشبيبة الفتحاوية عام 1983م.‏

تعرض الشهيد محمد للإصابة برصاصتين في اليد والقدم عام 1986م على إثر المواجهات مع قوات ‏الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله.‏

بعد عودته إلى غزة واندلاع الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م،انخرط للعمل التنظيمي ضمن اللجان ‏الشعبية والقوات الضاربة إلى أن تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1989م ‏وحكم عليه ثمانية عشر شهراً أمضاها في سجن غزة المركزي وقد مارس مهامه التنظيمية داخل ‏السجن.‏

بعد خروجه من المعتقل عمل في الجهاز العسكري لصقور الفتح عام 1991م وبقى على هذا المنوال لحين قدوم السلطة ‏الوطنية الفلسطينية1994م وعمله كمنسق بين صقور الفتح في شمال غزة وبين صقور الجنوب،وكانت ‏مهمته تخزين السلاح ونقله إليهم.‏

التحق الشهيد محمد بدورة الشهيد/ أبو جهاد ‏في أنصار حيث كانت أول دورة عسكرية تعقد لمطاردين صقور الفتح لحين انضم إلى جهاز الاستخبارات العسكرية في عام 1996م وحصل على رتبة نقيب لتاريخه الوطني ‏والنضالي،حيث خدم في معظم مواقع الاستخبارات العسكرية في كل من السرايا،جحر ‏الديك، بيت لاهيا،

عين قائداً للاستخبارات العسكرية في محافظة خان يونس لمدة خمس ‏سنوات متتالية،ومن ثم نقلَ من مكان عمله إلى منطقة شمال قطاع غزة وعين قائداً للاستخبارات العسكرية ‏وبعدها عمل مدير استخبارات الشمال وكان له بصمة مع المقاومة في عده اجتياحات الشمال وكان يدعم أبناء فتح الأوفياء وحتى تاريخ استشهاده..

تم اختياره عضو قيادة منطقة الشهيد/ حاتم السيسي عام 1996م وذلك لكفاءته وجدارته التنظيمية وجرى اختياره مرة أخرى لعضوية المنطقة في عام 1997م..

كيفية استشهاد الشهيد محمد موسى محمد الموسى/

تعرض الشهيد البطل/محمد الموسي مع مرافقيه لوابل من الرصاص الحي بشكل عشوائي من قبل إحدى الميلشيا السوداء والتي تعرف بلصوص السيارات العسكرية,أثناء وجوده بالسيارة العسكرية وهي تسير في طريقهاً ليلاً في كمين محكم على بعد مئة وخمسين متراً من دوار أبو شرخ أخر الهودة,وقد ارتقى شهيداً إلى العلا على أيدي الغدر والخيانة بتاريخ 6/8/2006م وفي مراسم جنائزية رسمية وشعبية مهيبة شيعت جماهير شعبنا الفلسطيني في محافظة الشمال جثمان الشهيد محمد وقد رددوا المشيعون في الجنازة هتافات منددة بالجريمة النكراء والتي ارتكبتها عصابات القتل والجرام بدم بارد,

وطالبت بوضع حد لحالة الفلتان الأمني الحاصل في قطاع غزة وشارك في تشييع جنازة الشهيد كبار الشخصيات القيادية في الحركة والأجهزة الأمنية ومن القوى الوطنية والإسلامية،وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال قطاع غزة وحمل الشهيد على الأكتاف وتوجه المشيعون إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته،ومن ثم إلى مسجد العودة،حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة ودع جثمانه الطاهر عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وسار الموكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ‏ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا...

المجد والخلود لشهيدنا البطل محمد موسى محمد الموسى

والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...

والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا...

اللهم ارحم الشهيد محمد موسى محمد الموسى

واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...

2018-08-06