الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'نوادر الأيام ' كتاب يستحق الاهتمام .... الطاهر العبيدي

مدرسة النجاح"، الواقعة" بالكورنيف" في إحدى الضواحي الباريسية. هذه المؤسسة التربوية العريقة، التي اختارت أن تكون سندا لأبناء الجالية منذ سنوات، عبر تدريس اللغة العربية، والتي كانت يوم السبت 15 سبتمبر 2018 على موعد استثنائيا ومتميّزا. حيث فتحت أبوابها للاحتفال بالمولود الجديد للكاتب والمبدع الأستاذ "بشير العبيدي"، صاحب العديد من الكتب القيّمة،  ليكون إنجازه الجديد هذه المرّة كتاب "نوادر الأيام"، والذي استطاع أن يجمع حوله العديد من المثقفين والشعراء والكتاب والنقاد والصحفيين والمتابعين...ليكون الملتقى حركة إيقاظ وعي في اتجاه تبويب الثقافة مكانة الفعل والانجاز، استنادا إلى أن البناء الثقافي وتنمية الحس الفكري هو من أهم دعائم النهضة والتطور الحضاري للشعوب والأمم..



"نوادر الأيام" سفر في أعماق البسطاء

افتتح الكاتب اللقاء بالتعريج على محتوى كتابه "نوادر الأيام"، معتبرا أنه رحلة في أقوال ونوادر البسطاء. هؤلاء الذين أرّخوا للواقع الاجتماعي بطرقهم دون أن ينتبه لهم أحدا، كما عبّر عنهم "المعري" بالقول "أرحام تدفع وأرض تبلع"..
  مسترسلا في القول أن كتابه "نوادر الأيام" هو سفر في أعماق القرى والأرياف والمناطق التي لا تلتقطها الهوائيات، ومع ذلك هؤلاء المنسيين استطاعوا ضمن مربعاتهم المخفية أن يبذروا الحكم ويزرعوا البسمة ويستنبطوا الخرافة التي تشدّ الانتباه..وحول أبعاد الكتاب يضيف المؤلف: أنه استنطاق اجتماعي لفئات اجتماعية خارج التغطية، ليكون الكتاب في شكل نوادر مضحكة، ولكنه ضحك في رتبة البكاء.. مضيفا أن الكتاب وإن كان ظاهره هزليا ولكنه ذو مدلولات سياسية واجتماعية، معتمدا في ذلك على سفره وترحاله الذي كما ذكر أكسبه معرفة واطلاعا على الآخر وثراء فكريا واجتماعيا، مؤكدا أنه حوّل كل النوادر من اللهجة العامية إلى اللغة العربية، وللإشارة فإن الأستاذ "بشير" هو مؤسس المرصد الأوروبي للغة العربية منذ عدة أعوام، مختصرا القول أن الكتاب هو تأريخ لكل البسطاء، وانحياز منه لهذه الشرائح التي لا بواكي لها، وهو تسجيلا بالكلمة والحرف لمرويات البسطاء والبؤساء، واقتفاء آثارهم التي وقع تغييبها، لأنهم ببساطة كانوا خلف الأضواء..


نوادر الأيام" نجح في تجميع الأشقاء"

الكاتب "بشير العبيدي" تونسي الجنسية والانتماء، عربي الهوى، منفتح الفكر والآراء. لهذا كانت القاعة فسيفساء مزدحمة بكل الجنسيات، والحضور متعدّد الاختصاصات في هذا اللقاء. حيث اجتمع الوطن العربي هذه المرّة دون خلاف حول كتاب "نودر الأيام". وما ميّز الحضور العديد من الأطباء الجراحين من مختلف الأقطار العربية من المهتمين بالأدب والفكر والكتاب..
وقد تداول على المنصّة العديد من الأسماء، أطباء شعراء - كتّاب.. جمع بينهم الاهتمام بالكاتب والكتاب، وألف بينهم الوعي المشترك بأن الثقافة عنوان للرقي والانطلاق.. كما ألقيت قصائد في هذا الملتقى المفتوح دون كلفة ولا إقصاء بإمضاء الشاعر "لخضر الوسلاتي" عبر قصيدة مؤثرة حول الوضع السياسي في مصر، وكذلك الشاعر والفنان التشكيلي مهدي غلاب الذي قرأ إحدى القصائد من ديوانه الصادر حديثا  بعنوان "منازل الوجدان"،
كما كان للشاعر المصري "عبد الناصر البنا" قصيدة على الطريقة "الأبنودية" أثارت إعجاب من كان في القاعة. إلى جانب مداخلة الناقد الجزائري الأستاذ "الأزهر حسناوي" وكل من الطبييين "احمد صبري" "ومصطفى ابراهيم" "والاستاذ كمال العيفي" التي جميعها شدت الانتباه ولاقت الاستحسان والتجاوب.. 


فلسطين في قلب الملتقى 


لم تكن فلسطين غائبة عن هذا الحدث، فقد عرّج الكاتب في مداخلته على فلسطين التاريخ والحضارة والأرض والقضية التي أبدا لا تبرد، والتي هي وقودا لكل المبدعين وأحرار العالم، والينبوع الذي لا ينضب ولا يصاب بالجفاف والقحط. كما كان حاضرا في المنصّة كتاب القضية "الفلسطينية من سايسبيكو إلى الربيع العربي". هذا الكتاب الذي شارك في تأليفه 25 كاتبا من الوطن العربي، من عدة جنسيات ومن مدارس فكرية وسياسية مختلفة، جمع بينهم الأمل الفلسطيني، وألفت بينهم سمو وعدالة القضية ليكون الصحفي الطاهر العبيدي هو من قدم كتاب فلسطين باعتباره احد المساهمين في تأليفه..
هذا ورغم أن هذا الملتقى كان محددا بساعتين، إلا أنه تواصل أكثر من ثلاث ساعات، نظرا لقيمة المداخلات وجودتها، وجو الحرية في القاعة ونوعية الحضور. لقد كان احتفالا في شكل عرس ثقافي، تفاعلا بقدوم هذا المولود "نوادر الأيام" بإمضاء الأستاذ "بشير العبيدي"، الذي لا شك سيعزّز مكتبة الإبداع في أوروبا، وفي الوطن العربي.

................................................................
إصدارت الكاتب
في الأدب

- خواطر الإنفاق وبشائر الآفاق الجزء الأول
- رقصة اليراع
في الفكر

- الشباب والفاعلية في ظل الثورات العربية
في البحوث

- مجموعة مقالات بحوث بالعربية والفرنسية

2018-09-18