الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
شعب جريح لخطاب لا يتعدى حدود التصريح كتب :- ثائر أبو عطيوي

انتهى لقاء الرئيس محمود عباس و بان كي مون وتابعنا ما تناوله المؤتمر الصحفي المشترك والذي سبقه لقاء ثنائي  بين رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو  والأمين العام للأمم المتحدة.
فجاء حديث الرئيس عباس وكأننا الهجومين أكثر من مضمون الدفاع عن النفس من خلال ما صرح بأحقية شعبنا بمقاومته المشروعة التي اكد عليها بخطابه السابق بالأمم المتحدة واليوم يعود موضحاً بتصريحه بأننا لا نريد العنف أو التصعيد الميداني ولا يوجد من يدعو للتحريض بين صفوف شعبنا
فهنا وجب السؤال المشروع جماهيرياً في ظل ممارسات الاحتلال وقطعان مستوطنيه وانتهاكاته المتتالية لحقوق الحجر قبل  البشر .
هل من المقبول والمعقول أن يتساوي الجلاد والضحية على حد سواء  !؟
فمن المتعارف عليه وفق القوانين  والمواثيق الدولية والإنسانية بأن الضحية هي التي تنتهك وتقمع وتسلب حقوقها المشروعة ويتحتم عليها الدفاع عن النفس
فنتنياهو قد نعق بالأمس بان الرئيس عباس اصبح يمثل داعش ويحرض على العنف ويمجد شهداء الدفاع عن المقدسات التي استباحها مستوطنيه .
فنحن مع الرئيس ولا خلاف مطلق على شخصه ومنصبه ولكن الاختلاف هنا بكيفية إدارة الصراع المتعلق مع الاحتلال
ولا نبقى منتظرين رحمة المبعوثين الدولين بدءاً من كيري الى بان كي مون وغيرهم.
فقد تم تسريب خبر عن لقاءات منفردة تضم كلا من الرئيس عباس والعاهل الأردني ونتنياهو بالأيام القليلة المقبلة تتضمن فحوى اللقاءات التهدئة واحتواء الأوضاع الراهنة خوفا من تصاعد وتيرتها المستقبلية.
فكما قال الرئيس عباس بأن نتنياهو يخالف الإتفاقيات الثنائية وعدم الاستمرارية بتطبيقها  من جانبه حال استمر الاحتلال برفض تنفيذها.
وهنا نتساءل بصوت مرتفع هل هناك اتفاقيات ثنائبة بيننا وببن الاحتلال بعد مراوحة اتفاقية أوسلو على نفسها منذ أكثر من عشرون عام !؟
فهي لم تأتي بجديد للحظة بسبب تعنت حكومات الاحتلال المتعاقبة التي تتمثل  بسياسة الباب الدوار بحرفية متقنة
أم المقصود بوقف الإتفاقيات الثنائية هو التنسيق الأمني فقط الذي أصبح من أولويات قضيتنا نهديها لحكومه نتنياهو لمد جسور المودة والثقة من أجل الحصول على إمتيازات شخصية من بطاقات للشخصيات الهامة من أجل الذهاب والإياب وشعبنا كله محاصر ومعتقل ضمن سجن كبير في شطري الوطن المنهك والممزق.
وجميل أيضا ما تناوله الرئيس بتصريحه حول إسرائيل ومخاطبته ليهود العالم من كذب وادعاءات نتنياهو حول النازية والمحرقة ولكن الأجمل كان من المفترص أن يصدح الرئيس بعالي الصوت ويصرخ بأن نتنياهو وقطعان مستوطنيه هم هتلر هذا العصر.
فهنا نتحدث ليس من باب الإنتقاد لهدف الإنتقاد ونقطة ... لا بل نتحدث ونصرخ لكي ندق أروقة وجدران عالم الصمت الدولي بأن هناك شعب منسي خلف حدود الزمن الممنوع من الكلام المباح وقد أثخنته الماسي وفعل الجراح.
وتعريجا على تصريحات الأمين العام المتحدة فهو يحث الاحتلال على ضبط النفس قدر الإمكان.
وكذلك من خلال مطالبته بضرورة البعد عن الخطوات الأحادية التي تعرقل مساعي السلام وهنا الواضح من حديثه اللبق بأننا نحن وحدنا المقصودون لا غير فالمقاومة المشروعة بوجه المحتل هي اعمال أحادية الجانب وعلى المرمى الآخر من الصراع فإن الإحتلال من وجهه نظره يصرخ ويستغيث فقط
وهنا أعتقد جازما بأن لا جدوى اصبحت من تكرار سيناريو الخطابات واللقاءات والمؤتمرات التي تحمل في ظاهرها الوجه الحسن وفي باطنها عمق المؤامرة على شعبنا وقضيته وأول مستهدف هنا هو الرئيس عباس 
فلهذا وجب على صانع القرار الفلسطيني والكل القيادي الفلسطيني بالتفكير الإيجابي نحو الخطوات الاستباقية لمواجهة الاحتلال وممارساته القمعية المستمرة من خلال التفكير بصوت هادئ وواحد وأولى الخطوات حماية الهبة الجماهيرية والمحافظة عليها من الإنهيار والاندثار وتزين رونقها ومضمونها بالمقاومة الشعبية المشروعة فعسكرة الهبة ستأخذنا جميعاً نحو النفق المظلم وهاوية المجهول .
فتضحيات شعبنا الجسام تحتاج لوقفة مع الضمير الوطني من الكل الفلسطيني بالتطلع إلى آماله و طموحاته ووجع وقهر معاناته بفعل الإحتلال وممارساته وبفعل الخلافات الداخلية والإنقسام السياسي البغيض.
فأعتقد متواضعاً بأن الفرصة مواتية ولن تعوض هذه الأيام لكل فصائلنا على مختلف مكوناتها وتوجهاتها مع ضرورة وجود كافة  قيادات العمل الوطني دون استثناء لرأب الصدع ولم الشمل والبيت الداخلي وانهاء كافة الخلافات الصغيرة منها والكبيرة إن وجدن أصلاً عبر شقين مهمين سوف يتم عقدهما خلال أيام واساببع  قليلة وهما :-
انعقاد المؤتمر العام السابع  لحركة فتح وضرورة تأسيس وتوحيد البيت الفتحاوي من جديد عبر المصالحة الداخلية الحركية بين الأخوة الأشقاء .
و ثانياً : - انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وأن يكون بمثابة حاضنة للكل الفلسطيني ووضع استراتيجية واضحة المعالم والمكونات وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس عملية لتفعيل دورها لتتصدر ريادة العمل الوطني من جديد واطلالها على المجتمع الاقليمي والدولي بخطى واثقة نحو الدولة والاستقلال.

[email protected]

2015-10-22