الأحد 4/11/1445 هـ الموافق 12/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دراسة إستراتيجية إسرائيلية تحذر من تكرار سيناريو أوكرانيا مع الدولة العبرية

رأى د. شاي هار – تسفي،  باحث في معهد السياسات والإستراتيجية في جامعة ريخمان الإسرائيليّة أنّه عشية غزو أوكرانيا، يبدو أنّ الرئيس بوتين قدّر أنّ ظروف تصعيد الأزمة مع أوكرانيا ملائمة له، ومنها: غرق دول الغرب في أزمات داخلية في مواجهة الكورونا والتضخم المتصاعد؛ صورة زعامة غربية مأزومة، الرئيس الأميركي يبدو ضعيفًا ويتردد في استخدام القوة، ويركز على الساحة الداخلية، على حدّ تعبيره.
 وأضاف أنّه إلى جانب زعامة أوروبية ضعيفة (المستشار الألماني الجديد شولتس يبدو قليل الخبرة، والرئيس ماكرون عشية انتخابات رئاسية، ورئيس الحكومة البريطانية جونسون مشغول بشؤونه الداخلية)،  الاعتماد الكبير للدول الأوروبية على الغاز الروسي، تعزيز المحور الاستراتيجيّ مع الصين، كلّ ذلك إلى جانب الوضع الاقتصادي، وهو أفضل من الماضي، مع فوائض في العملات الأجنبية تبلغ أكثر من 630 مليار دولار، ومعارضة داخلية مسحوقة.
 بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، أوضحت الدراسة الإسرائيليّة أنّه “يبدو أنّ بوتين كان على حق في تقديره عدم استعداد بايدن لاستخدام القوة العسكرية، لكنّه أخطأ في تقديره بشأن إصرار الرئيس الأمريكي وقدرته على بلورة جبهة واسعة وموحدة مع الدول الغربية وتدفيع روسيا ثمنًا باهظًا نتيجة عدوانها”، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّه من المحتمل أيضًا أنْ تكون زلة لسان الرئيس بايدن، بأنّ العملية العسكرية المحدودة التي تقوم بها روسيا سيرد عليها بردّ ملائم، عززت تقدير بوتين للردّ الضعيف المتوقع من الولايات المتحدة”، وفق ما أكّدته الدراسة.
 في الخلاصة، شدّدّت الدراسة على أنّ تطورات المواجهة أثبتت حتى الآن أنّ الاستخبارات الأمريكيّة والبريطانيّة كانتا على حق بشأن نية بوتين غزو أوكرانيا، وأنّ الرئيس الروسي نفسه أخطأ في تحليل الردود المتوقعة من المنظومة الدولية، وبشأن قدرة الجيش الروسي على تحقيق حسم سريع، على حدّ زعمها.
 ومضت الدراسة قائلةً إنّه “يتعين على إسرائيل الاستمرار في انتهاج سياسة صحيحة تُوازنُ بين الاعتبارات الإستراتيجيّة والأخلاقية، وبين القيود الأمنية. في ضوء ذلك، إلى جانب التعبير عن إدانة الغزو الروسيّ والاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية، ونظرًا إلى أهمية التنسيق الأمني مع روسيا من أجل المحافظة على عمليات “المعركة بين الحروب” في سورية، وأهمية العلاقات معها في مسائل أُخرى، يجب على إسرائيل الدفع قدمًا بحوار بعيد عن الأضواء مع الولايات المتحدة وروسيا بهدف التوصل إلى تفاهمات هادئة في هذا الشأن.
 ولفتت الدراسة إلى أنّه “في الوقت عينه، أوضح الردّ الغربيّ لإسرائيل حدود التأييد من طرف واشنطن ودول أوروبا، وخصوصًا عند حدوث مواجهةٍ عسكريّةٍ، وبناءً على ذلك، يجب عليها مواصلة العمل على تطوير قدرات عمل مستقلة لمواجهة التهديدات التي تواجهها، في الأساس إزاء إمكانية أنْ يزيد الاتفاق النووي الجديد في التحديات من طرف طهران وحلفائها في المنطقة.
 وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه “في هذا السياق، وفي ضوء احتمال تجميد مفاوضات فيينا في الفترة المقبلة، يجب على إسرائيل محاولة استغلال هذه الفترة من الوقت لإقناع الأمريكيين والأوروبيين بالتشدد في مواقفهم حيال مسائل جوهرية، كأحد الدروس التي يمكن استخلاصها من سلوك روسيا العنيف”، على حدّ تعبيرها.

2022-03-05