الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسالة جديدة من الشهيدة شيرين أبو عاقلة....محمد عزت الشريف

 " ليس سهلاً ربما أنْ أُغَيِّرَ الواقع، و لكنني على الأقل قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم " (أنا شيرين أبو عاقلة) نعم أنا الشهيدة شيرين أبو عاقلة.. فمَنْ أنتم؟! أعرف أنكم لن تُجيبوا لا لأنكم لا تقدرون على الكلمة، و لكن لأنكم تكرهون الكلمة لهذا قتلتموني- أنا الكلمة – أو هكذا خُيِّل إليكم انكم قتلتموني، صحيح أنكم أرَقتم دمائي.. لكنى أنا هنا لازلت أمامكم أروح و أجيىء في مرايا عيونكم، فلتُكَذّبوا عيونكم إن استطعتم، أنا هنا و قد انضممت لتوّي لقافلة أولئك الشهداء الباقين.. نعم باقون هنا كالقذى في حدقات العيون الوقحة باقون خناجر مسمومة في صدوركم و البطون.. هنا على هذي الأرض باقون.. نعم باقون.. ما بقِيَ الزعتر و الزيتون!

يا أنتمو.. لماذا قتلتموني ؟! أَعبثاّ قتلتموني، أم تبغون إخافتي و ردعي؟!

و هل جربتمونني يوماً ما منهزمة مترددة، أو عَلِمتموني خائفة مرتعدة و قد عشت على أعينكم دهراً من قبل؛ أُحصي عليكم جهالاتكم و خيباتكم, وأُصور وأرصد أنواع و ألوان رصاصكم في صدور الصبية و الشباب, و الرجال و النساء؛ المسالم منهم و المهادن ، و الثائر و المقاوم و الناشط و الخامل، و الغافل و المتغافل! هل عهدتموني من قبل خائفة و قد أحصيتُ عليكم خطواتكم و سكناتكم، و خطراتكم و وَهْم ظنونكم، و عددتُ عليكم أنفاسكم المذعورة في صدوركم؟!. يا أنتمو، عجباً أنكم لا تدرون أنكم أنتم مَن يحملون السلاح، و أنكم أنتم من يخافون !! يا أنتم القاتلون المخاتلون المُرَوِّعون، أنا لا أخاف الموت، قلتها من قبل و هأنذا اليوم و قد قتلتموني؛ أكرر على مسامعكم و مسامع العالم ما كنت أقول: " أنا لا أخاف الموت" لأنني كنت أعلم أنني يوماً لن أموت و أنتم هنا على هذي الأرض غاصبون، تِدَنِّسون طُهر التراب الحر لا لشيء إلا لأن الشهداء لا يموتون، بل يرتقون أحياءً عند ربهم يُرزَقون.

هل علمتم الآن كما علمتُ أنا اليوم أنني لا أموت؟ أنا أموت؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم تصدقون!. إذن لعلكم قتلتموني لعلهم يخافون و يرتعبون و يرتدعون؛ أولئك الذين يجيئون من بعدي من كل فَجّ يأتون، و على نفس دربي يمضون. إيهٍ إيهٍ يا فلسطين الوعد و الموعدَا هلّا رأيتِ الطالعين من الدروب مدجّجِين هذا هو الوعد اليقين سبحانه و بحمده قد أيّدا جعل الخلائق و الملائك لي يدا و النصرُ و الفتحُ المبين و النصر و الفتح المبينُ أتيت.. أتيتُ يَتْبَعني المدى!!

يا انتم الغافلون، ألا تعلمون أننا أمة الذين إذا أصابهم البغيُ هم ينتصرون، و أنكم إذا أرَقتم دمائي فإنكم إنما رويتم بها بستان الشهداء في قومي الذين هم كما أعواد البرسيم في غيطان الفلاحين؛ إذا ما قصصتَ منها عوداّ خرج من أصله خِلفةً له أعواد و أعواد؛ أكثر نضارة و أشد قوة؟!. يا أنتم القاتلون الغادرون، أنا الكلمة، و دربي هو درب الكلمة، و رَبُّ العالمين، رب الناس، و رب الكلمة،؛ إذا ما ألقى الكلمة في صدر رسول الكلمة ألقى معها الشجاعة، و القدرة على إيصالها.

فمَن هؤلاء الذين يخافون يا أنتم الغادرون الظالمون الذين من قبل أن تظلمونا إنما أنفسَكم تظلمون وأنتمْ لا تشعرون. تلك إنما هي رسالتي إلى العالم و أعلمُ أن: "ليس سهلاً ربما أن أُغَيِّرَ الواقعَ، لكنني على الأقل قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم" (أنا الشهيدة شيرين أبو عاقلة) __

2022-05-11