الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كان يوما هناك وطن .../ اوسيد صبيحات

(خبر عاجل )....تلقيته على غير العادة يوم موت العظماء ..الحسين وصدام وعبد الناصر ....وكثيرين . هذه المرة جاء على غير عادته ..لم يتعجلني بل جعلني أتأبط الحزن البطئ ....وأمتطي الحزن في صباحاتي البائسة والعابسة ..لم يرافقني فيه انيس او ونيس يخفف لوعتي ....لم يسع هاتفي مهاتفت احدهم من الذين جمعتني بهم محبته .... لم أحزن لانني افعل هذا كثيرا حتى اعتادني الحزن ....ولانه فريد يجب ان يكون حزنا جديدا مستحدثا طرقه كما هو الحال في لهيب القلوب الملتهبة بصمتها المتأكل .....حاولت ان اسلك بعض الطرق .. متوشحا هامتي المنتصبة " كقوس" ومرتديا كل الالوان السوداء ...وان لا اقترب من القلم ..والا اضحك ..والا استمع لهتافات " الخط الأحمر " ..لكنني كنت على يقين ان مصابي اكبر من ذلك هو فاجعة وطن ....شعرت بانني عطشُ او ربما شعرت بالرغبة بالتقيؤ ..احاسيس كثيرة امتزجت بداخلي لم افهمها ..نظرت صوب الشارع علني اجد من يؤكد فجيعتي في الوطن ... ... .... والوطن ... هو المكان والزمان والاحاسيس...التي تعصف بي ...بالسفر والهروب منه في عمق الجرح الحائر استمعت لصمتي لاول مرة كيف انتقى كلماتي وكيف اضيف اليه بعدا ثالثا بهذا الوجع وهذا الانين .. الوطن كان يرثي نفسه ...بأنيين الموتورين والجوعى وضعاف النفس ...وكان ... ينتصب امام جلاديه من ابنائه ....كيف سمحنا بذلك ونصبنا المشانق في كل ساحته وجلدنا الذات بأسواط أنفسنا ... وأمام جمهور لمسرح نحن أبطاله .. الوطن يمشي متهالكا بشجونه والامه التي لم نعرفها ....امام اعيننا ...اهملناه .... الوطن الذي اعطى بلا حدود ..وبلا مفابل كم مارسنا عقوقه ...والجحود معه ...اكتفينا بالغوغائية معه استمتعنا به كثيرا ..ووقفنا مكتوفي الايدي ..وكحالنا مع الكثيرين من العظماء الذين اضعناهم من بين ظهرانينا ...نحن لا نجيد غير التباكي على اللبن المسكوب بعد فوات الاوان ....ولا نستحق غير ان نتأبط الاحزان والوجع عندما يسقط احدنا ....فهل نبكي الان على فقدانه أم نبكي على حالنا ام نبكي وطنا ..فقد اصالته بشبابه ....الوطن هو المدرسة العريقة والعميقة و صولجان الأمن في نفوسنا ... نعم تساقط الكثيرون بنزعتهم القبلية والعشائرية .. مما أفقدت نخوتنا وحميتنا التي هاجت ذكراها طمعا "بالأنا" وبها زادت فجيعتنا ...وضاعفت بداخلنا الحزن وتوسعت دائرته ..ايها الصارخون بالرحيل والاصلاح .. مدنسون ...و مندسون في شراينه .. التي جفت أوردته بفسادكم ...كثر أنتم الذين تحلمون بحمل نعش الوطن .. وكثر أنتم الذين زرعتم الغربة في الوطن ... وكثر أنتم الذين تقفون على شاهد قبر تتسابقون لكتابة كان يوما هناك وطن ...

2013-03-27