الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قطار الحل السياسي للأزمة اليمنية !!!! ....بقلم –ناصر أحمد بن أحمد الريمي

  يبدو أن قطار الحل السياسي للأزمة اليمنية بدأ يتحرك، ولو ببطء فهناك جملة من الأحداث والتطورات التي تدعم ذلك,, فجميع الأطراف الدولية والإقليمية والقوى السياسية اليمنية بدأت تدرك أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية وأن المضي بهذا الاتجاه سوف يعني مزيداً من حاصد الارواح ومزيداً من العنف والفشل والدمار والفوضى التي لا تخدم أحداً، وأن الحل السياسي والحوار هو الضمانة الوحيدة للمحافظة على الحد الأدنى لمصالح الجميع . ففي هذا الوقت تشهد الازمة اليمنية تطورات عدة دخلت على خط الأزمة من أهمها جهود عمانية ودعم من الاتحاد الأوربي لا يجاد حل سياسي للأزمة اليمنية ولإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر ...ومن المهم أن تحرص القوى الإقليمية على عدم نقل صراعاتها إلى الداخل اليمني خصوصاً أن اليمن في الوقت الحالي ليست في حاجة إلى صراع، بقدر حاجتها إلى مصالحة وطنية شاملة وحوار وطني وتجنيبها الصراع الإقليمي المدمر، وأن أي جهد لتعزيز القرارات الدولية في ظل الإمكانيات المحدودة للبلاد سيكون من مصلحة اليمنيين. ومن المهم هنا الحديث والتشديد على أن لا تراهن الأطراف الفاعلة في الأزمة اليمنية على الحرب في تحقيق أهدافها وان تسعى لتحقيق السلام لاسيما وأن الحسم العسكري مدمر للبلاد، ويطيل أمد الكارثة، ويضع اليمن أمام مصير مجهول، وستكون حرباً للكل ضد الكل، ويمكن أن نشاهد تكرارا لسيناريو الصومال وأفغانستان في حال إصرار هذه الأطراف على الاستمرار في الحرب وتصعيدها. فعلى كافة الاحزاب والقوى السياسية إثبات مصداقيتها تجاه حب الوطن عبر الاعلان عن التوافق الوطني الشامل والذي يرتكز على تغليب المصالحة الوطنية العليا والبدء بمؤتمر مصالحة وطنية شاملة على ان تتحمل القوى السياسية المتحاورة مسؤوليتها والاسراع بعملية الحوار بين القوى اليمنية تحت جلسات مفتوحة اعلامياً بالإضافة الى اعادة ترتيب الوضع الامني وفرض سيطرة الجيش والامن على كافة الاراضي اليمنية والعمل الجادان لمعالجة مشكلات الارهاب والخطر الامني الذي تشكله مجموعات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية ) والقاعدة.. وفي المرحلة الحالية من الضروري الاسراع في تشكيل سلطات الدولة وفق مبدءا الشركة الحقيقة بين كافة القوى السياسية الوطنية وفقاً للكفاءة والنزاهة والتركيز على الجانب الاقتصادي المتدهور يوماً بعد يوم وفتح مجال الاستثمار امام كافة المستثمرين لاسيما وان اليمن يعاني ازمة اقتصادية متفاقمة، بدأت تلقي بظلالها على اليمن وشعبه بسبب غياب الاستثمارات الخارجية نتيجة الفوضى الامنية والسياسية التي تفرضها حالة الاضطراب على حياة اليمن وكذلك الحالة الامنية التي تحمي الاستقرار الاقتصادي.... ومن وجهة نظري الشخصية ان نجاح حركة الانفصال الجنوبي (الرجوع الى ما قبل العام 1990م ) ستشكل عنواناً قادماً لمرحلة التشرذم والفوضى التي ستفرضها عملياً لا عادة النظر بصياغة ورسم كيانات جديدة في المنطقة تقوم على اساس الاثنية والمذهبية والقبلية..

2015-08-12