الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وطن تحت رحمة التهديد /بقلم : ظاهر الشمالي

 في تلك الأيام العصيبة التي يمر بها الكل الفلسطيني من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال . لا بد للحكمة والعقل ان يكون لهما الدور البناء في علاج كل المشاكل المستعصية في هذا الوطن حتى يكون للعقل دور الدواء والترياق في شفاء وإلتأم الجرح الذي لا زال غائر في خاصرتنا . والى حد تلك اللحظة ومع ان فلسطين الارض المحتلة والساخنة دائما وابدا هي على شفا حفرة من الهاوية . في كل مفترق تصل اليه الأوضاع الداخليه التي لا تهدء او حين تصل القضية الى لحظة الحقيقه ودائما ما يكون التصعيد سيد الموقف ليس على صعيد المواجهة والإحتكاك مع المحتل بقدر ما يكون العراك داخل البيت الفلسطيني الواحد الذي بدء الخطر يحدق به . فالأزمات اصبحت هم وطني واصبحت تلاصق المواطن الفلسطيني في حياته اليومية .فالهموم اصبحت متراكمة مع الكثير من الشلل وقلة الامل لدى المواطن البسيط والعادي في الضفة الغربية وقطاع غزة الخاضعة لسيطرة السلطة والحكومة المقالة او لربما على الطرف الاخر في النقب والمثلث والجليل المحتل الخاضع لسيطرة الاحتلال . ففي كل يوم تدق أبوابنا النكسات المجتمعية . والتي هي الان في الواجهة وتطفح بقوة على سطح القضايا الساخنة ومن بينها اضراب المعلمين في مناطق السلطة الفلسطينية وكيفية تعامل وردت فعل حكومة رامي الحمد لله التي اعقبت حكومة فياض والتي تعايشت مع تلك التحركات وكل تلك الإضرابات لكنها في تلك الايام في اوج قوتها وهي تهدد التعليم في فلسطين بصورة جديه . فبعد تلويح المعلمين بالإضراب الجدي بات الوضع لا يحتمل سوى الوقوف في عين العاصفة وتحمل الكل لمسؤلياته خاصة في ظل الانهيار القادم والشلل للعملية التعليمة والانهيار الذي سيحصل لا قدر الله في حال بقيت الحكومة تصم أذانها عن المطالب المشروعه للمعلمين ونقاباتهم .سيطيح بأجيال فلسطينية تتقوق للعلم والمعرفه . فالحكومة التي بدت تتعامل مع المشاكل الداخلية بنوع من الارتباك والخوف والفزع هي اليوم تتعامل بنوع من البوليسيه مع المعلمين حين يتخذ مجلس الوزراء الفلسطيني وعلى راسه رامي الحمد لله الذي هو بالاصل استاذ جامعة من المفترض ان يكون في صف مطالب المعلمين بدل التلويح بالتهديد حين يتخذ القرارات الحاسمه والتي تحول كما تقول الحكومة برام الله دون استمرار تعطيل العملية التعليمية وتمنع الضرر عن الطلبة وحين تقف المحكمة في صف الحكومة ضد شريحة لا يستهان بها من ابناء الشعب الفلسطيني . هنا تبدا عملية تكسير الأصابع بين الحكومة والمعلمين. فالقرارات التي اتخذتها الحكومة لا تحل مشكله بل تزيد من التصعيد وتزيد الطين بله في كافه الاحوال حين يتعلق الامر تقرر الحكومة خصم بدل ايام الاضراب من رواتب الموظفين غير الملتزمين بقرار محكمة العدل العليا الفلسطينية وتقوم بتكليف وزراء باعداد قوائم لشغل وظائف في سلك التربية والتعليم كبدلاء عن الموظفين المضربين عن العمل لمدة تتجاوز 15 يوما، وفقا للقانون الفلسطيني وحفاظا على المسيرة التعليمية يكون هنا الخطا وليس الصواب . في كيفية المعالجة الفاشلة من قبل هيئة وزارية تلوح بالتهديد والوعيد والخاسر الاكبر في تلك المعركة الغير مشروعه هم الطلبة والتلاميذ الذين سيفترشون الشوارع حين تخلوا المدارس من روادها ومن طلابها لا لسبب سوى ان الحكومة تعودت على ثقافة الترهيب والتهديد . وفي نفس النسق نرى ايضا ان هنالك تهديد أخر يلوح في الافق لكنه غير جديد علينا هو تهديد قطعان المستوطنين بإقتحام المسجد الاقصى المبارك والصلاة فيه ومن ثم إضاءة الشمعدان في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي وأيضا في حضرة الاعتداءات الوحشية اليومية التي تطال ارزاق وبيوت المواطنين على يد حثالة المستوطنين تحت مرأى ومسمع من جنود الاحتلال الذين يامنون لهم الحمايه . وفي ظل التهديد الذي لا يسقط إلا بفعل مشين على غرار الحرق والقطع والإسنباحة اليومية ومسلسل الهدم المتواصل والذي كان أخره التهديد بهدم أبر اج سكنية تأوي مئات العائلات في حي راس خميس بالقدس المحتلة والذي من شأنه ان يطرد مئات العائلات الفلسطينية التي ستجد نفسها في الشارع . وغير ذلك فالوطن يتوجع من كثرة سكاكين الكي . التي تتكالب على جسده الطري فلم يصل الأمر الى هنا وهناك فترى أيضا في الجهة الاخرى في النقب الفلسطيني وفي الجليل والمثلث عملية التهديد المستمره في التهويد والترحيل فبعد مخطط برافر في النقب الذي يعد نكبة لا تقل أهمية وخطورة عن نكبة العام 48 والتي وقف لها الأهل في الداخل شيبا وشيابا بالمرصاد حين توحدو تحت كلمة واحدة ضد تهديد برافر وقد يكونو نجحو لبعض الشي في كسر حاجز الخوف واسقاط القناع عن وجه دمقراطية الدولة المزيفه المحتلة لاحلامهم . . لكن حكومة الإحتلال تغير من منهجها ونظرتها ولربما قد تكون شهوتها فتحت على الجليل الذي وقف أهله ندا امام حكومة اليمين المتطرف . فالنقب يعيش ولا زال تحت رحمة تهديد الإحتلال المتواصل والنشطاء الذين توعدتهم اسرائيل بالملاحقة لا زالوا تحت المجهر وغزة التي تأن تحت الحصار لا زالت تصحى وتنام على وقع التهديد والوعيد ورام الله ومعلميها لا زالت ايضا تحت عصى التهديد الغليظة بقطع أرزاق المعلمين في حال أضربو والكل يهدد في سكان تلك الأرض وكأنهم شوكه في حلق العالم الذي يتلذذ بمعاناة هأولاء الناس الذين لا يسعون سوى وراء حرية واستقلال وكرامة وطنية . هي اقل الحق لهم بعد 60 عام من النكبة والكذب المتواصل بحقهم وايضا حتى يخرجو من حالة التسكين المتواصل الى اقتلاع مشاكلهم من جذورها وعلى راسها المحتل واذنابه . ومن هذا المنطلق يبقى الوطن يعيش الى تلك اللحظة على وقع وتحت رحمة التهديد والوعيد بحملات امنيه تستهدف ابناءه في نابلس وفي جنين القسام بدعوى القضاء على الفلتان وعلى الاستغلال وفي باطنها جزء من الحقيقة وفي الجزء الثاني من الحملات تختفي جملة ملاحقة المقاومين إن وجدوا وحملة السلاح في جنين ونابلس والمخيمات في شمال الضفة الغربية . ولا بد للمسلسل ان ينهي حلقاته بما يريد الأبطال هنا . فالمعلمون أصحاب حق وأهل المقب أصحاب الارض والمسجد الاقصى لا يلغى بهيكل مزعوم والجليل أرض فلسطينية مهما تغيرت معالمها . وغزة طبقها الشهي هو الفلفل الحار فهي التي تستهوي المواجهة فلم نراها يوما مكسورة الجناح .. وإذا ما هدد العالم هذا الوطن تراه سيدا يقبل التحدي تحت قدمية . وليسقط مخطط برافر وليحيى الوطن

2013-12-04