في كل اجتماع وعلى كل المنابر كلنا يصدح بالمقاومة.. والمقاومة الشعبية... والمقاومة الشعبية السلمية... ولم ولن نقبل بضم اي شبر من الاراضي التي احتلت عام الف وتسعمائة وسبع وستين... عشان هيك.. صار لازم اكتب... عن المقاومة.. الشعبية والسلمية ومقاومة الجدار ورفض الضم...
صار لازم اكتب ... ان المقاومة الشعبية السلمية وغير السلمية لها عناصرها ومقومات لنجاحها...
صار لازم اكتب... ان اساس المقاومة هو الانسان ابن الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال او القابع في سجونه ومعتقلاته او يتنقل من مطار الى آخر وكل الدول ترفض استقباله حتى لو حمل الوثيقة الصادرة من نفس البلد ويبقى تحت رحمة هذا النظام او ذاك ...
اكد فرانتز فانون ان الظلم لا يفجر ثورة, ولكن الشعور بالظلم يفجر ثورة... وان سبارتاكوس عاش ردحا من الزمن مع الكثيرين من العبيد ولم يحركوا ساكنا , ولكن عندما احس وشعر بظلم روما له ولابناء جلدته فجر ثورة وحرر كل عبيد روما...
صار لازم اكتب ... ان البعض ما زال لا يشعر بظلم الاحتلال...لهذا يبني المستوطنات ويقلد المحتل بملبسه ومأكله ومشربه...ويغازله بطريقة او اخرى.. ويدافع عن حسن معاملة جنوده...بشكل مباشر او غير مباشر..مرة تقدم له الورود واخرى تلتقط عدسات الكاميرات صورة لجندي احتلالي يُصْفَع وردَّة فِعله وكأنه جندي مهذب لا يستخدم العنف رغم ان نفس الجندي يقتل بدم بارد اذا مر احد على ظلًّه...ويصبح في نظر العالم منضبط واخلاقي...
صار لازم اكتب...اننا نمتلك تجربة عميقة في المقاومة الشعبية السلمية فما زالت صورة الانتفاضة ماثلة امام اعيننا...شارك فيها الكل الفلسطيني عندما شعروا بالظلم...شاركوا عندما تساوى فيها الوزير والغفير... شاركوا لاعتقادهم ان الثورة للتغيير الى الافضل وليست للتكريش وتربية القطط السمان اوتحسين شكل الاحتلال...
صار لازم اكتب ... لان مئات الالوف اغلقوا الشوارع ضد قانون لصالحم ولم اشاهدهم ضد قانون الدولة اليهودية او نيته ضم اكثر من ثلث الضفة الغربية ...ولان صفحات التواصل الاجتماعي مليئة باللوم والعتاب على الرئيس والحكومة ( على اقل تقدير ) لانهم لم يعلنوا الحرب الكاسحة على الاحتلال ولم نشاهدهم يوما في اي معركة او حتى وقفة احتجاج.. وحالهم يقول اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون...ولم يقولوا انا معكم مقاتلون...وتمتد تندراتهم لتشمل من يقارعون المستوطنون في نقاط التماس...
صار لازم اكتب ... ان المقاومة والمقاومة الشعبية السلمية وغير السلمية لا تحتاج الى الارتماء في احضان هذه القوة الاقليمية او تلك... وكل ما تحتاجه الى قرار ذاتي ... بعد ان يشعر الفرد بالظلم... تحتاج الى قناعة بان الاحتلال ظالم ومجرم وبغيض... تحتاج الى جيل لا يتظر الى عدسات الكاميرات ... يؤمن بثقافة العطاء ولا ينتظر مردودا ماديا او ثمنا
لنضاله...المقاومة بدها مساواة... المقاومة لا تتم على صفحات التواصل الاجتماعي... المقاومة بدها جيل يعمل اكثر مما يتكلم... بدها من يؤمن بالقدوة... المقاومة بدها اقتصاد صمود ومقاوم وانفكاك عن التبعية الاقتصادية للاحتلال ... وتجاربنا كانت رائعة في الانتفاضة وابرز امثلتها بيت ساحور والعديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية...ومؤسسة صامد وغيرها الكثير...
المقاومة معادلة رياضية لها حسابات الربح والخسارة ... وفي المقاومة الشعبية تكون نسبة الربح والخسارة واحد الى عشرة كحد اعلى ولا يمكن ان تكون واحد الى الف لان هذا يصبح كمن يلقي بنفسه في اتون من النار...
صار لازم اكتب ...من الصعب ان نتخيل مناضلا يكذب او نصاب او حرامي او فاسد او حشاش او لا يحترم القيم المجتمعية ... المقاومة مسؤولية فردية قبل ان تكون مسؤلية جماعية...المقاومة علم وفن واخلاق... المقاومة ليست ساحة سباق لتقديم اوراق اعتماد لدى الاحتلال بل تسابق في الفعل ضد الاحتلال... المقاومة بدها اعادة النظر في كيفية وآلية اتخاذ القرار...بدها اصطفاف فصائلي وشعبي لتشمل كل مكونات المجتمع...
صار لازم اكتب ... ان فلسطين تستحق ان نضحي من اجلها وبيت المقدس واكنافها تستحق منا ان ندافع عنها...وان الشهداء الذين قضوا غادروا وهم مطمئنون بان الاجيال ستكمل المشوار وان الاسرى الذين عاشوا سنَّي القهر ومقارعة السجان ويتصدون بصدورهم العارية صلف المحتلين وان الجرحى ما زالت جراحهم تذكرنا بالدم الاحمر القاني الذي روى شجر الزيتون او برتقال يافا...وحالهم يقول لا نزول عن الجبل...
صار لازم اكتب .. ان يحذر كل منكم الاّ يؤتيًّنَ العدو من قِبله...كونوا مع فلسطين... لان الاحتلال الى زوال.. حتما الى زوال... الى مزبلة التاريخ...
واعلموا ان لا مقاومة امام الكاميرات...ولا مقاومة مدفوعة الاجر... ولا مقاومة عبر صفحات التواصل...
فليحافظ كل منكم على الثغر الذي هو عليه ... الجبل ... الجبل ...ليقضي الله امرا كان مفعولا...
