الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رياضة إشعال الحروب أم إشفاء القلوب/بقلم توفيق أبو شومر

لقطتان أعادتا إلى ذاكرتي قصة الرياضة والألعاب الأولمبية، فقد عرَّف عالمُ الاجتماع (أرنو بلاك) الرياضةَ بأنها (عدوانية)، وأسماها عالمُ اجتماع آخر (فبلين) في كتابه طبقة الفراغ 1899م بأنها همجية، ونعتها (ريديارد كبلنغ) بأنها أفيون الشعوب، وأسماها بعض المفكرين مسبحة العاجزين!!

غير أن علماءَ اجتماعٍ آخرين أدركوا فوائد الرياضة البدنية وأن لها تأثيرا نفسيا وخلقيا وتربويا،فهربرت ريد يقول: "الرياضة تهذّب الإرادة "

وقد تمكن الإنسان الحضاري الحديث من مزج الرياضة بالقيم الخلقية، فأجرى العالم التركي (شريف مظفر) 1969 تجربة عملية على فريقين رياضيين، وأثار بينهما روح المنافسة غير الشريفة فاقتتل الفريقان، بعد أن وظَّف نظرية (رياضة التحدي)، ثم أشركهما في منافسة رياضية شريفة (التعاون والتكامل )فاتحد الفريقان وتحابّا !

وهكذا يمكن أن تشعل الرياضة حربا، وأن تسهم في إحلال السلام والوئام والمحبة، إذن فهي سلاحٌ حديث، فقد اشتعلت الحرب بين بلدين هما: السلفادور وهندوراس عام 1969 بسبب لعبة كرة القدم!

لهذا أدركت الدول أهمية الرياضة ونجح البارون [ دي كوبرتان ] الفرنسي في الدعوة إلى تنظيم أول أولمبياد عام 1896، وكان شعاره ( توحيد العالم ) بالرياضة،  وجاءت فكرته في كتاب (علم اجتماع الرياضة) للدكتور أمين الخولي.

قال ( مالكولم فريزر ) السياسي الأسترالي:

" آمل أن تستأثر الرياضة باهتمامات الاستراليين على حساب السياسة، باعتبار الرياضة أهم من السياسة لما تحويه من فوائد لا يمكن إحصاؤها.

أما اللقطتان اللتان أشرتُ إليهما في بداية المقال، فهما مختلفتان في مدلولاتهما، ولكنهما تضيئان لون الخطر عند الفلسطينيين والعرب الذين شغلتهم السياسة عن كل فروع الحياة، وجعلتهم قساةً عتاة مصابين بأمراضٍ مركبة، من أعراضها غياب البسمات والتسامح، وتعقيد الجباه، والقسوة والعنف والتطرف والنزاع لأتفه الأسباب، فالمجتمعات العربية غير صالحة لبرامج الكاميرا الخفية، لأن الفرد العربي والفلسطيني على وجه الخصوص لا يقبل المزاح ولا يتسامح بسهولة.

اللقطة الأولى هي في غزة فقد كتب نادٍ في غزة شعاره على الجدران بخط كبير:

( نادي شباب غزة للفنون القتالية)!

إذن فنادي الشباب يدرب الفتيان على فنون (القتال)! والقتال من القتل ، وما أدراك ما القتل!!

لماذا لم يختر النادي شعارا آخر يقول: (نادي شباب غزة لفنون الرياضة والدفاع عن النفس) بدلا من القتال؟!!

أما اللقطة الثانية، فهي انتقال العرب من رياضة الألسنة في البرلمانات، والتي صاحبتها مجموعة من الطوشات والمعارك بالألفاظ والأيدي والأحذية، وهاهي اليوم تنتقل إلى طور جديد في يوم 10/9/2013 عندما أقدم عضو برلمان أردني على إطلاق الرصاص من رشاش على زميلة تحت قبة البرلمان!! ولا أعرف كيف تمكن من إدخال الكلاشينكوف إلى قبة البرلمان!

خواطر رياضية

          كل دولة لا تحسب حسابا للملاعب الرياضية في مخططات بنائها  الهيكلية، دولة لا تراهن على مستقبل أبنائها!
          إن قناعة الأسرة العربية بأن الرياضة هي استجابة طبيعية، وحاجة أساسية لأجساد الأبناء ولعقولهم؛ هي بداية تقدم الأسرة العربية.
         إن الفوز في البطولات الرياضية العالمية دليلٌ على أن للفائز مقعدا في قطار المستقبل!
        يقول عباس محمود العقاد في يومياته معلقا على رياضات المقعدين، وهي الرياضات الأوسع انتشارا في بلادنا:
" إذا انتشرت الألعاب غير الرياضية كالورق والدومينو والنرد والسيجة وأمثالها، كان ذلك دليلا على البطالة والتخلّف.!

2013-09-12