الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إسرائيل والثالوث الديموقراطى ويلسون ترومان وبايدن....ناجى شراب

 إسرائيل وقبلها الحركة الصهيونيةالثابت الوحيد في السياسة الأمريكية منذ 1948،فالقاسم المشترك بين الحزبين الجمهورى والديموقراطى هو الإلتزام بأمن وبقاء إسرائيل. وهذا ألإلتزام على مستوى الكونجرس والرئاسة.ومع كل انتخابات على المستويين يتجدد هذا الإلتزام كما نرى اليوم في الحرب على غزه.ويتسابق المرشحون في الذهاب بعيدا بالتعبير عن الإلتزام بالمال والسلاح. ولعل ذلك يعزى إلى أسباب كثيره ما بين الثقافية وألأيدولوجية والسياسية وألأمنية والإستراتيجية ووجود لوبى يتحكم في تفاعلات السياسة الأمريكية .

ودون الدخول في التفاصيل يكفى القول ان الإلتزام بأمن إسرائيل وبقائها يعتبر قضية داخلية مثل أي قضية ، والدور الذى يلعبه الإنجلكيون والذين يزيد عددهم عن ستين مليونا ويؤمنون ان عوده المسيح المنتظرة مرتبطه بعودة اليهود لفلسطين، واللوبى الصهيونى وما يملكه من قدرات مالية ، وتركز الصوت اليهودى في الولايات الكبيرة التي تحسم الانتخابات الرئاسية وفقا لنظام الكلية الانتخابية. والدور الذى تلعبه إسرائيل في تحقيق والدفاع عن المصالح ألأمريكية . والمفارقة هنا في السياسة الأمريكية ان علاقات الولايات المتحده مع الدول العربية والقضية الفلسطينية رهنا بالموقف من إسرائيل ، واليوم المثال الواضح من عملية التطبيع والسلام.هذه المقدمة الموجزه كان لا بد منها كمدخل لمقالة اليوم. لقد مرت إسرائيل بمراحل أساسيه ومع كل مرحلة يبرز لنا الدور الذى يلعبه الرؤساء الأمريكيون. أولا مرحلة التأسيس ثم مرحلة النشأة ومرحلة التثبيت ثم مرحلة التمكين والتمدد ومرحلة الإعتراف . والسؤال لماذا ويلسون الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحده. أهمية مرحلة حكم الرئيس وودرو ويلسون والذى حكم من 4مارس 1913 إلى 4مارس 1921 تزامن مع مع مرحلة التاسيس والتي تمثلت بوعد بلفور .

وما كان لهذا الوعد أن يصدر لولا دعم وتأييد الرئيس ويلسون والذى يعزى للقاضى لويس برانديس في المحكمة العليا وهو سياسى أمريكى يهودى ومتعصبا للحركة الصهيونية والأكثر قربا للرئيس ويلسون.وكما أشار المؤرخ الإسرائيلي كوبى برادا أن الحكومتين البريطانية والأمريكية لم تكونا متحمستين لصدور الوعد بإستثناء وزير الخارجية البريطانية بلفور من الجانب البريطاني والقاضى الأمريكى لويس برانديس وكان على إتصال بحاييم وايزمان وبمساعدة الكولونيل ادوارد مندل هاوس وهو اكثر مستشارى الرئيس ويلسون قربا مع الحاخام فيينز .هذا الثالوث أقنعوا الرئيس ويلسوم بتأييد الوعد رغم نقده لليهود ووصفهم بالأنانية وإتهامه بمعاداة السامية لتنتهى القصة بإرسال برقية تاييد لرئيس وزراء بريطانيا لويد جورج وتوج التأييد في اجتماع الحكومة البريطانية بتاريخ 4 أكتوبر 1917 وأن الرئيس ينظر بعين العطف والرضا للحركة الصهيونية. اما الرئيس الثانى والذى اعلن إعترافه بإسرائيل بعد 11 دقيقه من إعلانها كان الرئيس هارى ترومان الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحده وهذا أيضا رغم معارضة مستشاريه وكان اول سفير للولايات المتحده جيمس غروفرماكدونالد والذى قدم أوراق إعتماده للرئيس الإسرائيلي بتاريخ 28 مارس 1949 .ولكنها الإعتبارات السياسية والفوز بالإنتخابات الرئاسية . هذا الموقف هو الحاكم لسلوك كل رؤساء الولايات المتحده وصولا للريس الحالي بايدن الرئيس السابع وألأربعون. والثلاثة ينتمون للحزب الديموقراطى . لكنه ألأكثر تأييدا وقربا وتحالفا ودعما لإسرائيل. وله مواقف كثيره حتى من قبل موقفه الحالي من حرب غزه.وكما يقول الباحث الإسرائيلي شموئيل روزنران القضيتان الرئيستان اللتان تحكمان العلاقة بين الولايات وإسرائيل الإلتزانم بأمن إسرائيل وتفوقها على كل محيطها. ولعل الرئيس بايدن قد تفوق على غيره من الرؤساء في دعمه وتبينه لهاتين القضيتين.ويقول ان الرئيس بايدن عبر عن موافقه في الكثير من المناسبات منذ 2008 وتعبيره عن التزامه بامن إسرائيل. وقوله أنه عرف كل رئيس وزراء لإسرائيل منذ جولدا مائير عام ،1973ويروى ما قالته لجون بايدن عندما كان سيناتور أنه ليس لنا مكان آخر نذهب إليه فرد عليها إسمى جون بايدن والجميع يعرف أننى أحب إسرائيل.

ووصف اللقاء بأنه من أكثر اللقاءات التي لا تنسي في حيانى.وإيمانه الوثيق ان بقاء إسرائيل بتحالفها مع الولايات المتحده. وقوله لنتنياهو أنا لا أتفق مع أي شيء تقوله لكنى أحبك.وكما يقول الصحفى بايدن نعرفه ويعرفنا.وقد أعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل عقدين من ترامب.وايد مشروع قرار في الشيوخ عام 1995لإقامة سفارة أمريكية في القدس مع عام 1999.وأن أي إنتقاد لسياسة إسرائيل ياتى في سياق حبه .ويدعم إسرائيل كدولة يهودية مستقله.وساعد عندما كان نائبا للرئيس بأكبر دعم تحصل عليه إسرائيل فى عام 2016 بقيمة 83 ميار دولار.علما فترة أوباما ونائبه بايدن كانت الأكثر نشاطا إستيطانيا.ويذكرنا بمقولته المشهورة عام 1986:أنه إذا لم تكن إسرائيل موجوده فستضطر الولايات المتحده إلى إختراع إسرائيل لحماية المصالح الألمريكية.وقوله إذا كنت يهوديا فسأكون صهيونيا.ومن مظاهر العلاقة الشخصية أن إبن بايدن متزوج يهودية .

العلاقة مع إسرائيل كما تقول الهأرتس طويله ومعقده وزيارته لإسرائيل وهو رئيسا.. وقفزا على موقفه الداعم لإسرائيل اكثر من إسرائيل في الحر ب على غزه وزيارته الداعمه لساعات, وتبنيه لوجهة نظر إسرائيل ورفضه لوقف إطلاق النار وتقديم مساعده بأكثر من 14 مليار دولار. والفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد كل مشاريع القررارت المطالبة بوقف القتال.. هذا الموقف يلخص كل التاريخ السياسى لبايدن في دعمه إسرائيل . وبالمقابل تبقى كل الوعود بحل الدولتين مجرد وهم سياسى.وهذا قليل من كثير لدعمه لإسرائيل.

دكتور ناجى صادق شراب [email protected]

2023-11-14