الأربعاء 22/10/1445 هـ الموافق 01/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
واقعنا المجهول بين الحرية والموت.....عبد الرحمن محمد محمود

في هذه الأثناء، الطقس بارد ، متلحف على فرشتي، في غرفة متواضعة من تعب أبي ، شاشة التلفاز مطفأة وبجوار الحائط الأيمن مستلقي على ظهري، ورأسي إلى السماء سارحا، أنسج كلامي من قهر وعذاب، من سخط وعقر الأصحاب، من دناءة الوجود، وتنافس المناصب، من مجتمع صالح بأخلاق فاسدة، من رؤوس دون نخوة وشهامة، دون صدق وأمانة، حضيرة أغنام حتى أطهر من أطهرنا ، أنا لا أخطئ فكلماتي تنسج من نفسها لتكون أقبح الفقرات في قذارتكم ، ما زلت مصرا أني لم أخطئ، فمن كان الكلام يصيبه فاليلبس هذا الثوب من النسيج النتن ورائحته الفاسدة.

نعيش واقع مجهول ، نعيش واقع بذل وخضوع، قوانين وأحكام مسيسة للمسونية والصهيونية التي قذفت بكارة كل بنات موطني، بكارة عكا وحيفا ويافا وغزة والخليل وبقيت أمهم تبكي وتناجي من وقت طويل تنازع بين الموت أو الحياة ، أظنها في موت سريري لعل الله يشفيها ويرد لها روحا تريحها وتنجيها.... فلسطين موطن مبارك موطن الرسل والأنبياء والمرسلين، موطن شريف ارادوه ذليلا فاجتمعوا كل زناة الأرض عليها فأبكوها وتلعثمت في نحابها ، كان لها أبناء أسرو وطوردوا ونفوا والباقين شهداء عند الله ربهم وربنا اجمعين ... خرج الطفل أمام أسطورة فحطمها بحجارته الصغيرة، نعم صغيرة لكنها كبيرة بالعز والشرف والنخوة، كبيرة بالرفض والاستنكار.

خرج أخر شابا في مخيماتها ضرب صوتا ادمى ومسح بعض العهر عن جبين آخرين ، لكنه استشهد ... يخرج اخر ببساطته ليكتم نحن عليه صوته لالا يلحق بنا اذى كان بكارة آمنا فلسطين أصبحت لا شيء ، فنحن الأذى لها حين نسينا كيف نحمي عرضنا وشرفنا .... واقع مجهول اخشاه، نعم أخشاه لم يعد الوقت يحتمل كل هذه الفوضى، لم نعد نحتمل كل ما أصابنا ، نعيش مكبدين بالقيود والقوانين القاسية ، كأنها احتلال ثاني لنا، الأرض بوسعها نحبت، والسماء لم تبكي بعد كأنها انتهت فيها الدموع،

2022-02-25