امرأةٌ لا تُجيدُ لُغَةَ الحُبِ والغَرام!!
محمود كعوش
بعد تتبع طويل لِخطاها دَنَا منها بتودد وبادَرَها قائلاً:
رويدكِ يا هذي الجميلةُ إنني
أرتجي وصلاً لدى أُختِ القمر
ما رأتْ عيني على وجهِ الثرى
مثلَ هذا الحسنِ ما بينَ البشر
هلْ أُلاقي يا فتاتي موضعاً
في ديارِ السحرِ يُقْريني الخبر؟
واعلمي يا حلوتي إنْ تَقبلي
تأسرينَ القلبَ مَعْ كلِ الدرر
بلْ وفي نَجواكِ أحيا ناسكاً
حتى لو قالوا : لبئسَ قلبٍ قد كفرْ!!
أدْرَكَتْ قصْدَهُ فأسْرَعَتْ الخُطّى ثم توقَفَتْ فجأةً وبدأت تتمخطر وتتبختر بإباءٍ وكِبَرْ
بلْ وقدْ مالتْ لدربٍ مُعْتِمٍ
شَحَّ فيهِ الصوتُ إذْ قَلَّ البشرْ
وهو في الخّطْوِ يمضي خلفها
مَعْ لِسانٍ قالَ وقالَ…ما ادَخّرْ
ثُمُ في غُنِجٍ أمامَهُ أبطأتْ
واستدارتْ نحوَهُ وقدْ أبْدَتْ حَذَرْ
ثمَ قالتْ : هَلْ تَقُلْ ما تبتغي
يا ابنَ آدمَ…مَعْ وَجْدِ انفجرْ!؟
ثُمَ توَقَفَتْ برهةً وأكْمَلَتْ بعصبيةٍ غير معتادةٍ وبطريقة حازمة وصارمة:
أعذرني أنا امرأة أخرى
لا تحبك ولا تهواك
ولم تبت تحلم برؤياك أو لقياك
امرأة جادة لم تفكر فيك يوما حتى تنساك
أعذرني أنا إمرأة أخرى
لا تجيد لغة الحب والغرام
امرأة مختلفة غير نساء هذه الأيام
امرأة تجيد أشياءًا عديدة
غير الأحلام والهيام
أعذرني أنا امرأة أخرى
لا تتكلم بلغة العشاق
الطريق إليها ليس مفروشا بالورود
ولكن بالأشواك
لستُ صيداً تصيده أيها الجاهل بالشباك
أعذرني أنا امرأة أخرى
امرأة أبية ليست كالأخريات
لا تهمها ابتسامتك ولا تسحرها أجمل النظرات
لا لن تستجيب لما تقدمه لها من مغريات
فهي ثابتة على قيمها كالجبال الراسيات
الشامخات الراسخات، لا تهزها كل الرياح العاتيات
امرأة اخرى تعرف قدر نفسها
وتخاف خالقها فلا تقع في الموبقات
امرأة لم تحلم يوماً بالحب إلا فيما يقربها للجنات
وتحرص على أن لا تحشر إلا مع الصالحات
لأنها إمرأة أخرى
نعم هي امراة أخرى
هي أنا!!
هل حقاً هي امراة أخرى وليست كما باقي النساء
في الصراحة والوضوح والتقوى وفيض الكبرياء
وإلى ما هنالك من صفات ليس آخرها العفة والشموخ والإباء؟
نعم نعم هي امرأة أخرى!!
حقاً أنها امرأة أخرى!!
محمود كعوش
[email protected]