الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مولانا....بدوي الدقادوسي

 أمسكت بيد أخي حتى لايبتلعه الزحام ، التفت نحوه لأستحثه على السير ، لم أجده نظرت لمن أمسك بيده وجدته صديق لي مات من خمسة وعشرين عاما ، لم أجزم أن كلمات الدهشة قد وصلته ؛ ولكن إيماءة رأسه وابتسامته أوحيا لي أنه أدرك سر دهشتي ، أوصلنا التدافع لصالة نصف مظلمة لمحت نصف فتاة يطاردها نصف فتى ، لم يمهلني التدافع لمتابعة نهاية المطاردة المثيرة ، أفضى بنا الدفع لغرفة تفضي للشارع ، جلست ونصفي بالغرفة وكل ساقي بالشارع ، بصعوبة ميزت من يجلس بجواري : سيدة تتابع عروس يدفعها لسطح البناية شباب ينتمون لجماعة (بوكو حرام) ، حاولت السيدة الصراخ وقد استلقت على ظهرها وتعرت ساقها الممددة بالشارع ، فضربها أحدهم بالسوط ، ساقك عورة وصوتك عورة أيتها الماجنة ، كتمت السيدة صراخها الذي باح رغم كتمانه بأمومتها . الصراخ يملأ الفضاء كنقع معركة ، ورجال بوكو حرام يلهبون ظهر كل من يلقونه بالطريق حتى خلا الطريق إلا منهم وأنا في ذهول كيف صرت يوما في قلب أحداث كنت أقرؤها وأظنها من وحي خيال مريض ؟ حين جاء من يأتمرون بأمره كدت أجن !

صرخت بأعلى صوتي (كوتي ) ألجمته المفاجأة حين رآني ، أشار لرجاله ألا يتعرضوا لي ، قبل يدي بانحناءة وهو يقول مرحبا مولانا وشيخ طريقتنا ، ما إن فعل ما فعل وقال ما قال حتى أقبل آلاف ممن يأتمرون بأمره ليفعلوا ما فعل ، كوتي عامل هندي يعمل بمدرستنا !! كيف ومتى ؟؟؟ لم يمهلني لأفرغ شاحنات الدهشة التي أحملها فوق ظهري ، تقدم الأستاذ شحاته ليحييني ، أدرك أني سأسأله : هل أرسلت البليستيشن لطفلك الباكي ؛ فبادرني بقوله : مرحبا بك يامولانا ، تاخر خطوتين ليتقدم الأستاذ مليجي وقد تدلت السبح من رقبته وهو يهز رأسه يمنة ويسره حي الله حي حي حي حي ، أدرك أني سأسأله : هل ركعت لكفيلك اليوم ؟

فبادرني وهو يحرك حبات السبح بسبابته : مرحبا بك يامولانا وشيخنا ، لك السمع والطاعة ، التفت لصديقي الميت عله يكون خضري الذي أستطع معه صبرا ولكني لم أجده ، وجدت بيدي صحيفة قاومت فضولي وأرجأت فتحها ، ضغطة آلمت يدي من مخبر سري وكانت الضغطة شفرة بينه وبين ضابط يراقب من بعيد ، أصابني هلع حين رأيته ، شققت الزحام لأشرح له الأمر ولكنه ابتسم قائلا: مرحبا يامولانا لك السمع والطاعة

2019-10-11